Categories
Uncategorized

آلاء عبد الرحمن حريري: من الأحلام البسيطة إلى الريادة في عالم التصميم والاستشارات الهندسية

في عالم التصميم المعماري والداخلي تتجلّى قصص النجاح في الكثير من الأسماء، ومن أبرزها المهندسة آلاء عبد الرحمن حريري، التي نجحت أن تخلق بصمة واضحة في المملكة العربية السعودية بخبرتها، طموحها، وإبداعها، وهي الآن من المكاتب الهندسية المعروفة في المنطقة الشرقية. هذه المقالة تسرد مسيرتها، إنجازاتها، التحديات التي واجهتها، رؤيتها، وماذا تعني سمعتها الآن في سوق التصميم.

النشأة والبدايات:

ولدت آلاء حريري، ودرست في كلية العمارة بجامعة الملك فيصل في الدمام، وتخرجت عام 2000. من بداياتها، أحبت التصميم الداخلي والمعماري، وتأثرت بمجتمعها وثقافته التي تُقدّر الجمال والتناغم بين الفكرة والوظيفة. كانت رؤية منذ الجامعة بأن التصميم لا يقتصر على الشكل فقط، بل يجب أن يُعنى بتحسين نمط حياة الإنسان، راحته النفسية، وجودة البيئة المحيطة به.

تأسيس المشروع وانطلاقتها:

  • في عام 2005، شرعت آلاء في أول تجربة تجارية لها مع زميلتها المهندسة “رنا الهندي” في مشروع سُمّي إيوان للتصميم الداخلي، وبالرغم أن المشروع استمر لمدة ستة أشهر فقط، إلا أنه كان تجربة محورية لاستكشاف متطلبات السوق، الإدارة، التصميم، وتحديات البداية. 
  • بعد ذلك، تقدمت للحصول على دعم من صندوق الأمير سلطان لدعم المشاريع الصغيرة، حيث حصلت على تمويل وتوجيه لدعم مكتبها الخاص. 
  • عام 2008، أسّست مكتب آلاء حريري للاستشارات الهندسية بشكل رسمي، لتقديم خدمات التصميم المعماري، التصميم الداخلي، الاستشارات، والإشراف على التنفيذ

أبرز المشاريع:

من ضمن المشاريع المهمة التي عملت عليها آلاء حريري:

  • مشروع “البيوت البيضاء 1” في حي تلال الدوحة، مدينة الظهران:
    * قامت شركة تمكين للاستثمار والتطوير العقاري بتوقيع اتفاقية مع مكتبها لتصميم التصاميم الداخلية لوحدات سكنية في المشروع. التصميم اتسم بأنه يجمع بين البساطة والفعالية، استغلال المساحات، فتح الرؤية، وتوظيف الضوء الطبيعي، بحيث تمنح سكان المنازل شعورًا بالراحة، الأناقة، والدفء.

الجوائز:

  • جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال:
    تم تسليمها لها تكريمًا لما قدمته من تميز في التصميم الهندسي والتغلب على التحديات التي تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة.
  • جائزة غرفة الشرقية لأفضل منشأة واعدة وغيرها من التكريمات التي تعكس التقدير المحلي لمشروعها واستمراريتها.
  • حصل مكتبها كذلك على شهادة الجودة ISO 9001:2015، ما يدل على التزامها بمعايير مهنية عالية في جودة العمل والإدارة.

التحديات التي واجهتها:

أي نجاح كبير يكون خلفه كثير من التحديات، وهذه بعض منها:

  1. نقص الخبرة الإدارية في البداية:
    في إدارة فريق، الفواتير، التراخيص، الإجراءات الحكومية، وكيفية التعامل مع العمالة والتسويق.
  2. البيروقراطية والتعقيد في الإجراءات الحكومية:
    مثل التراخيص، الأذونات، متطلبات القطاع الرسمي، من كان يعتقد أن الجميل يكفي لكنه اكتشف أن الإجراءات تحتاج معرفة ودقة وجهد.

  3. التحدي المالي والوصول إلى الربحية:
    المكتب لم يربح فورًا، بل بعد فترة من العمل، التخطيط، الأخطاء، وأحيانًا الخسائر التي كانت مصدر تعليم وتصحيح.
  4. إثبات قيمة التصميم الداخلي في المجتمع:
    حيث أن بعض الناس لا يزال يرى أن التصميم والديكور “رفاهية أو وزن زائد”، بينما آلاء تؤمن أن التصميم جزء من جودة الحياة وله تأثير كبير على الصحة النفسية والراحة المنزلية.

أسلوب العمل والقيم التي تميزها:

  • تضع آلاء حريري قيمة كبيرة على التفاصيل: من اختيار الألوان، توزيع الإضاءة، أخشاب التشطيبات، وصولًا إلى جودة الأثاث، فكل تفصيل لديها له أهميته.
  • تعتمد على الشفافية مع العملاء: تحديد الميزانيات، مراحل التنفيذ، التوقعات الزمنية، والمتابعة. هذا الأمر يبني الثقة ويُساهم في رضا العميل.
  • لديها التزام بالمهنية والجودة، وتميزت بأنها تسعى دائمًا لتنفيذ ما هو قابل للتنفيذ، لا أن تبقى الأفكار مجرد تصاميم لا يُمكن تنفيذها بسهولة. 

الأثر المجتمعي والمشاركة:

  • آلاء حريري شاركت في ديوانية شابات الأعمال بالمنطقة الشرقية، حيث استعرضت خبرتها أمام المهندسات الشابات، وناقشت التحديات مثل التوازن بين العمل والحياة، التحديات المعرفية والإدارية، والتسويق

  • حرصت على استضافة متدربات جامعيات في مكتبها للحصول على خبرة عملية، مما يعزز من دورها في تنمية الكفاءات الشابة.

الرؤية والطموح للمستقبل:

آلاء لا ترى أن ما حققته هو النهاية، بل نقطة انطلاق لمزيد من التميز:

  • تطمح أن يكون مكتبها من بين المكاتب الهندسية الرائدة ليس فقط محليًا بل أيضًا خليجيًا، وربما دوليًا، خصوصًا في تصميم المشاريع التي تجمع بين الجمال، الاستدامة، والتطبيق العملي.
  • تتطلع إلى مشاريع أكبر وتجارية أو فندقية، لتطوير مهارات المكتب وفريق العمل في أبعاد التصميم والتنفيذ.
  • تهتم بأن يكون لعملها تأثير بيئي جيد، من خلال اختيار مواد تشطيب جيدة، اقتصادية، ومستدامة، وكذلك الاهتمام باستخدام الطاقة الطبيعية، الإضاءة الجيدة، والتوزيع الصحيح للفراغات.
  • تستمر في نشر الوعي بأهمية التصميم الداخلي المعماري، وأن الناس تدرك أن الجمال ليس فقط أشكال وخطوط، بل إنه جزء من الراحة النفسية وجودة الحياة.
    آلاء عبد الرحمن حريري ليست مجرد مهندسة أو مصممة داخلية، بل هي قصة تصميم ونجاح وتحدٍ. بدأت من الصفر، من تجارب صغيرة، من خسائر، إلى مؤسّسة تعمل برؤية واضحة، معها فريق، معها خبرة، معها جوائز. إنجازها في مشروع “البيوت البيضاء 1”، جائزة الأمير سلمان، العمل مع متدربات، بناء سمعة، كلها دلائل على أن النجاح الحقيقي لا يأتي بسهولة، وإنما بالإيمان، المثابرة، والتعلّم المستمر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *